وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا بَرِيءٌ
مِنَ الْقَاتِلِ» ([1]).
ويذكر عنه صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلاَّ أُدِيلَ عَلَيْهِمُ
الْعَدُوُّ» ([2]).
*****
مَنْ أَمَّنَ
رَجُلاً من الكفار عَلَى نَفْسِهِ، ثم قتله، فقد تبرأ منه الرسول صلى الله عليه
وسلم، وهذا وعيد شديد.
قوله: «إِلاَّ
أُدِيلَ عَلَيْهِمُ»؛ عقوبة لهم، ما نقض قوم من المسلمين العهد إلا سُلط عليهم
العدو؛ عقوبة لهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسراء: 34].
وقال سبحانه وتعالى:
﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ
ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا
وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡكُمۡ كَفِيلًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا
تَفۡعَلُونَ﴾ [النحل: 91]. فالعهود والمواثيق لها قيمتها في الإسلام،
وفي يوم القيامة يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌفيصير عليه لواء شهرة يشهر بها
-والعياذ بالله- «عِنْدَ اسْتِهِ» ([3])؛ أي: عند مؤخرته؛
إهانة له، وحتى يعرف كل من رآه أنه غادر -والعياذ بالله-.
فالأمر خطير جدًا،
لا يجوز التساهل، ولا يقال: إن هؤلاء كفار، وهذا من الجهاد في سبيل الله. الجهاد
له ضوابط، وله أحكام؛ إذ ليس كل اعتداء يعتبر جهادًا في سبيل الله، إنما هذا جهاد
في سبيل الشيطان.
صار الكفار عمومًا - أي: في الأرض - ثلاثة أصناف.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2688)، وأحمد رقم (23701).