×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش: «هَلْ لَكُمْ فِي كَلِمَةٍ تَدِينُ لَكُمْ بِهَا العَرَبُ، وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْكُمْ بِهَا الْجِزْيَةُ». قَالُوا: مَا هِيَ؟ قَالَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» ([1]).

*****

لما جمعهم صلى الله عليه وسلم، عرض عليهم: «هَلْ لَكُمْ فِي كَلِمَةٍ تَدِينُ لَكُمْ بِهَا العَرَبُ، وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْكُمْ بِهَا الْجِزْيَةُ». قَالُوا: مَا هِيَ؟ نَعَمْ، وَأَبِيكَ، عَشْرًا - يعني: عشر كلمات-، قَالَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، فلما قالها، تناكروا؛ لأنهم يعرفون معناها، وهي ترك عبادة الأصنام، وهم لا يريدون ترك عبادة الأصنام، فأبوا أن يقولوها.

قال تعالى: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ ٥ وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ [ص: 5- 6]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ[الصافات: 35- 36].

فدل هذا على أن كلمة «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» ليست لفظًا يقال باللسان، وإنما هي لفظ يقال باللسان، ويعمل به؛ لأن معناها البراءة من الشرك وأهله وعبادة الأصنام، وهم لا يريدون ذلك، بل يريدون أن يبقوا على عبادة الأصنام.

كثير من المنتسبين إلى الإسلام يقولون: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، ولا يتركون عبادة القبور، يا سبحان الله ! يقولون: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، ثم يقولون: «يا علي»، «يا حسين»، «يا عبد القادر»، «يا فلان» اغثني، اغفر لي، يا رسول الله، اعطني كذا. وهم يقولون: «لاَ إِلَهَ


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (3232).