صَالَحَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ نَجْرَانَ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ، وعارية
ثَلاَثِينَ دِرْعًا، وَثَلاَثِينَ فَرَسًا، وَثَلاَثِينَ بَعِيرًا،، وَثَلاَثِينَ
مِنْ كُلِّ صِنْفٍ مِنْ أَصْنَافِ السِّلاَحِ،
*****
إِلاَّ اللَّهُ»؛ لأنهم لا يفهمون معناها،
يعتقدون أنها مجرد كلمة تقال فقط، ولا يفهمون معناها، وإن فهموا معناها، لا يعملون
بمقتضاها، فانظر إلى البلادة في الأفهام!
والمشركون أدق فهمًا
من هؤلاء؛ لأنهم فهموا معناها، وهؤلاء لم يفهموا معناها، ظنوا أنه ليس هناك مانع
من أن تقول: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، ثم تدعو من شئت من دون الله
سبحانه وتعالى.
صَالَحَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ نَجْرَانَ فيها نصارى، وكذلك اليمن فيها نصارى
ويهود.
قدم وفد من نصاري
نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفاوضوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم،
فعرض عليهم الإسلام، فأبوا، فتصالح معهم على أن يدفعوا الجزية لرسول الله صلى الله
عليه وسلم، ويترك قتالهم، فقبل منهم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسل معهم
أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه؛ لأخذ ما تعاقدوا عليه من الجزية، وأرسل معاذ بن
جبل رضي الله عنه معلمًا وداعيًا إلى الله عز وجل.
وقوله: «عَلَى
أَلْفَيْ حُلَّةٍ»؛ أي: ملابس، ألفي ثوب.
«أَلْفَيْ حُلَّةٍ» هذه جزية؛ لأن ليس
عندهم نقود، بل عندهم حلل. والأمر الثاني: العارية؛ أن يعيروا النبي صلى الله عليه
وسلم.
والعارية: هي دفع مال لمن ينتفع به، ثم يرده، هذه هي العارية، استعار منهم صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء، وتكفل بأن يردها عليهم.