ولم يعتبر
آباءهم، ولا متى دخلوا في دين أهل الكتاب.
وثبت أن من
الأنصار من تهود أبناؤهم بعد نسخ شريعة عيسى عليه السلام، فأراد آباؤهم إكراههم
على الإسلام، فأنزل الله قوله: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي
ٱلدِّينِۖ﴾ [البقرة: 256] ([1]).
*****
هناك من يقول: إنه
يشترط في الكتابي أن يكون أبواه كتابيين. والصحيح: أن هذا لا يشترط، بل الكتابي من
تدين بدين أهل الكتاب، ولا ينظر إلى أبويه، أو إلى آبائه، بل ينظر إليه هو، فكل من
تدين بدين أهل الكتاب يعتبر كتابيًا، وهذا الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع
العرب ومع من جاورهم، لم ينظر إلى آبائهم.
روي أنه سبب نزول
هذه الآية، وهي قوله تعالى: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ﴾ [البقرة: 256].
سبب نزولها: أن الأنصار كانوا
على الوثنية على الشرك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أبنائهم من تدين
بدين أهل الكتاب، على دين المسيح عيسى عليه السلام -دين النصارى-، لما نسخت
التوراة بدين عيسى، أخذوا النصرانية عن النصارى، فلما أسلم الأنصار، أرادوا أن
يكرهوا أبناءهم على الدخول في الإسلام، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي
ٱلدِّينِۖ﴾ [البقرة: 256].
فالدعوة لا بد منها، أما أننا نجبر الناس على الدخول في الإسلام، فهذا لا يمكن؛ لأن الهداية بيد الله عز وجل، وإن أظهروا لنا،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2682) والنسائي في «الكبرى» رقم (2682).