×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وهم لم يقتنعوا، لم يدخلوا في الدين؛ إذ إن دخول الدين في القلب إنما هو من الله، لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القصص: 56]، فإذا أكرهوهم، لم يحصل المطلوب، ما دام أنهم لم يقتنعوا، ولم يدخلوا في الدين عن رغبة ومحبة، لم يحصل المقصود، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، وقال: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ [البقرة: 256].

هذه الآية الآن أخذ يركز عليها من ينكرون حد الردة، يقولون: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ [البقرة: 256]، فلماذا يقتل المرتد، هذا إكراه له على الدين؟!

الجواب: إن هذا ليس إكراهًا له على الدين، وإنما هذا عقوبة على ردته، أما دخوله في الدين، فلم يكرهه أحد على ذلك، ولكن لما دخل في الإسلام، واعترف أن هذا الدين حق، ثم تركه، وهو يعترف أنه حق، استحق بذلك القتل؛ ردةً.

فهناك فرق بين الدخول والخروج من الإسلام، الدخول في الإسلام لا أحد يجبر عليه، أما الخروج، فلا يمكن أحد من التلاعب بالإسلام؛ يسلم يومًا ويكفلا يومًا.


الشرح