×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

أو يدخلوا في الإسلام، وأمره بجهاد الكفار والمنافقين فجاهد صلى الله عليه وسلم الكفار بالسيف، والمنافقين بالحجة.

وأمره بالبراءة من عهود الكفار، وجعلهم ثلاثة أقسام:

قسمًا أمره الله بقتالهم، وهم الناقضون.

*****

وفي سورة براءة -أيضًا- وغيرها أمره الله سبحانه وتعالى بقتال الكفار والمنافقين؛ الكفار المعلنين كفرهم، والمنافقين الذين أخفوا الكفر وأظهروا الإيمان، أمره أن يجاهدهم على حد سواء.

قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ [التوبة: 73].

فالكفار يقاتلون بالسلاح، وأما المنافقين، فيقاتلون بالحجة والبيان؛ بيان حالهم وبيان أمرهم، وفضح سرائرهم؛ حتى يعرفهم الناس، ولا ينخدعوا بهم، فالجهاد يكون بالسلاح، ويكون -أيضًا- باللسان.

لذلك في القرآن الرد على المنافقين في سورة براءة من أولها إلى آخرها؛ بيان لمخازي المنافقين والرد عليهم في أقوالهم وأفعالهم.

قال تعالى: ﴿أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥۚ [التوبة: 3]، هذه هي البراءة، ولكن من له عهد، يوفي بعهده، ومن خيف منه الغدر، يعطى مدة أربعة أشهر.

الناقضون لعهدهم، أو الذين لا عهد لهم.


الشرح