ثم صار أهل العهد
إلى الإسلام. فصاروا قسمين: محاربين. وأهل ذمة، فصار أهل الأرض ثلاثة أقسام:
مسلمًا، ومسالمًا، وخائفًا محاربًا.
وأما سيرته صلى
الله عليه وسلم في المنافقين، فأمر أن يقبل علانيتهم ويجاهدهم بالحجة ويعرض عنهم.
*****
قوله: «ومسالم»؛
أي: أنه كافر، ولكنه مسالم.
أُمر أن يقبل
علانيتهم؛ فإذا أعلنوا الدخول في الإسلام، وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا
رسول الله، فإنه يقبل منهم، والبواطن والقلوب لا يعلمها إلا الله: «أُمِرْتُ
أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِذَا
قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا
وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» ([1])؛ أي: أن حسابهم على
ما في قلوبهم هذا إلى الله عز وجل.
ولكن إذا ظهر منهم النفاق، يرد عليهم؛ يجادلون بالحجة، وما أكثرهم! ما أكثر المنافقين الذين يندسون بين المسلمين! وربما قد يكونون من أولاد المسلمين للأسف، وهم على دين الكفار وعلى ثقافة الكفار؛ فإذا ظهر منهم كلام قبيح، يرد عليهم، ولا يتركون؛ لأن هذا من الجهاد في سبيل الله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).