وأمر
في دفع عدوه من شياطين الإنس أن يدفع بالتي هي أحسن،
*****
الشياطين على قسمين:
شياطين الإنس، وشياطين الجن، وكلهم أعداء للرسول صلى الله عليه وسلم وأعداء
للمسلمين.
فشيطان الإنس أُمر
أن يدفعه بالعفو وبالإعراض عنه، وأما شيطان الجن فأمر أن يدفعه بالاستعاذة بالله
من الشيطان.
شيطان الإنس لا
يندفع بالاستعاذة، ولو تستعيذ ألف مرة، ولا تدفعه الاستعاذة، بل الذي يدفعه العفو
عنه وبذل المعروف عليه؛ حتى يخجل.
قال سبحانه تعالى: ﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ
بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199].
وأما الشيطان، قال
تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200].
هذا ما يدفع به
شياطين الجن، وهو الاستعاذة، وأما شياطين الإنس، فبالعفو وبذل المعروف له، تناسي
ما يحصل منه؛ لأن هذا سبب في ندامته وخجله.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي
ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي
بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ
إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ﴾ [فصلت: 34- 35]، هذا في دفع شيطان الإنس.
ثم قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ
ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200]
الإنسان في هذه الدنيا يبتلى بشيطان الجن وشيطان الإنس.