يقول -سبحانه-:
هذا وإن كان كبيرًا، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر والصد عن سبيل الله، وبيته،
وإخراج المسلمين -الذين هم أهله - منه، والشرك الذي أنتم عليه، والفتنة التي حصلت
منكم أكبر عند الله، والأكثر فسروا الفتنة هنا بالشرك ([1]).
*****
ثم ذكر سبحانه
وتعالى ما عند المشركين من الجرائم التي لا يذكرونها، وهذا من باب الرد على الخصم
بما فيه.
فتنة المسلمين عن
دينهم أكبر عند الله من القتل في شهر رجب، فكيف تنسون ما هو أكبر، وتذكرون ما هو
أقل؟!!
لكن هذه هي طريقة
صاحب الهوى؛ أنه ينسى عيوبه، ويتلمس العيب الذي عند خصمه، وإن كان يسيرًا.
الشرك فتنة؛ قال
تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ﴾ [البقرة: 193]؛ أي: شرك ([2]).
وقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ﴾ [النور: 63]؛ أي:
فتنة الشرك ([3]).
وتطلق الفتنة، ويراد بها ابتلاء المسلمين؛ بصدهم عن دينهم، وإخراجهم من دينهم، مما يحصل لهم من المشركين من المضايقات والتعبير، هذه فتنة.
([1]) انظر: تفسير الطبري (3/649 - 660)، وابن أب حاتم (2/387)، والقرطبي (3/46).