×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم أجمعوا على ملاقاتهم، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي، فقتله، وأسروا عثمان والحكم، وأفلت نوفل، وعزلوا الخمس، وهو أول خمس كان في الإسلام.

فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، واشتد إنكار قريش، وزعموا أنهم وجدوا مقالاً، واشتد ذلك على المسلمين، فأنزل الله عز وجل: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ [البقرة: 217].

*****

قوله: «عثمان والحكم» ليس المراد به عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإنما هو عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم هو: الحكم بن كيسان.

أخذوا أموال العير غنيمة، وأخرجوا منها الخمس؛ كما أمر الله جل وعلا في قوله: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ [الأنفال: 41].

والبقية أربعة الأخماس توزع على الغزاة.

أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حصل من الصحابة من القتال في شهر رجب، وهو من الأشهر الحرم، وأيضًا اشتد نكير قريش على المسلمين، وفرحوا بهذه الغلطة، وبنوا عليها مكائد عظيمة، إلا أن الله عز وجل تولى الرد عليهم، وأبطل كيدهم.

وجدوا مقالة يقولونها في المسلمين.

قال سبحانه وتعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ [البقرة: 217]، فالمسلمون لاشك أنهم وقعوا في خطأ،


الشرح