×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

وقوله:﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ أي: فِي أَشْهُرٍ﴿مَّعۡلُومَٰتٞۚ أي يعرفها الناس؛ لأنَّ الْحَجَّ شريعةٌ قديمةٌ مِنْ عَهْدِ إبراهيمَ عليه السلام، فأَشْهُرُ الْحَجِّ يَعْرِفُهَا الناسُ فِي الجاهلية، وَفِي الإسلام.

أمَّا العُمْرَةُ، فإنه يَجُوز أن يُحْرِمَ بها فِي أيِّ وقت؛ فليس لَهَا وقتٌ زمانيٌّ مُحدَّدٌ، فعلى طول السنة له أن يُحْرِمَ بالعُمْرَة فِي أي وقت، وأن يُؤدِّيَها فِي أي وقت عَلَى مدار السَّنَة.

ثانيًا: المِيقَاتُ المكانيُّ للحج والعمرة:

أما التوقيت المَكَانِيُّ للحج والعمرة، فقد وَقَّت رسولُ اللهِ مواقيتَ حول مكة من جميعِ الجهات لِمَنْ جاء إلى مكَّةَ يريد الْحَجَّ أو العُمْرَةَ، فإنه لا يجوز أن يتعدَّاها بدون إحرامٍ.

فالمَوَاقِيتُ: أَمْكِنَةٌ حوالي مَكَّةَ مِنْ جميع الجهات، وهي:

المِيقَات الأول: مِيقَات أهل المدينة: وَهُوَ ذو الْحُلَيْفَة، وَهُوَ الوادي المعروف، وَهُوَ قريبٌ من المدينة، يُسمَّى: أبيار علي، والمشهور أَنَّهُ ذو الْحُلَيْفَة، والحُلَيْفَة تصغير حلفا، وهي شجرةٌ كانت فيه، أَحْرَمُ مِنْ عِنْدِهَا الرسولُ صلى الله عليه وسلم، فَسُمِّيَ ذا الْحُلَيْفَة.

هذا أوَّلُ المواقيت من جِهَةِ المدينة، وَهُوَ أَبْعَدُهَا عن مكة؛ لأنه مسيرةُ ثمانيةِ أَيَّامٍ للرَّاحِلَةِ؛ فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى الظُّهْرَ بالمدينة، ثم خَرَجَ وصلَّى العصرَ فِي المِيقَات بذي الْحُلَيْفَة، فهو قريبٌ من المدينة، وهذا ميقاتُ أَهْلِ المدينةِ، ومَنْ جاء عن طريق المدينة ولو لم يَكُنْ من أهلها، فمَنْ جاءَ عن طريقِ المدينة، وَهُوَ يريدُ الْحَجَّ أو العُمْرَةَ، فحُكْمُهُ حُكْمُ أهل المدينة، يُحْرِمُ مِنْ ذي الْحُلَيْفَة.


الشرح