المِيقَات الثاني: مِيقَات أهل الشام ومصر
والمغرب: وَهُوَ الْجُحْفَةُ، فمَنْ جَاءَ مِنْ هَذِهِ البلاد، سَوَاءٌ جاءَ عن
طريقِ الساحلِ، أو مِنَ البحرِ أو الجوِّ، فإنه يُحْرِمُ من الْجُحْفَة وَهُوَ
شمال مكة عَلَى مرحلتين، والْجُحْفَة فِي الأصل اسمٌ لِقَرْيَةٍ سُمِّيَتْ بها؛
لأنَّ السَّيْلَ اجتحفها، وتُسَمَّى مَهْيَعَة، وهي فِي الأصل قريةٌ صغيرةٌ
خَرِبَتْ بعد ذلك، وقد حدَّدها ميقاتًا لأهل المغرب وأهل الشام وأهل مصر، ومَنْ
جاءَ عن طريقِ الساحل إلى مكة.
المِيقَات الثالث:
مِيقَات أهل اليَمَن يَلَمْلَم: فمَنْ جاء إلى مكة من جهة الجنوب الساحلي، فإنه
يُحْرِمُ مِنْ يَلَمْلَم، ويسعى: بالسَّعْدِيَّة، وَهُوَ يبعد عن مكة مقدار
مرحلتين للراحلة، والسَّعْدِيَّة: اسمُ مَوْضِعٍ، وقيل: اسم جَبَل، وقيل:
اسم قَرْيَة.
المِيقَات الرابع:
مِيقَات أهل نَجْد: وأهل المشرق وأهل فارس، وكل من جاء عن طريق المشرق، أو
الخليج العربي، أو من بلاد فارس، أو مَا وراء النَّهر، فإن مِيقَاتَهم السَّيْلُ
الكبيرُ الَّذِي يُسمَّى قرن المنازل، وَهُوَ يَبْعُدُ عن مكة مقدار مرحلتين بسير
الراحلة - معروف بالسيل الكبير -.
المِيقَات الخامس:
مِيقَاتُ أهل العراق: ومن جاء عن طريق الشمال الشرقي من مكة، فمِيقاتُهُ ذات
عرق؛ وَهُوَ اسمُ موضعٍ يقع شمالي السَّيْل فيه جبل يُسَمَّى عرقًا.
هذه المواقيت التي وقَّتَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأهل الجهات لِمَنْ جاء يريد الْحَجَّ أو العُمْرَةَ، ومَرَّ بمِيقَاتٍ من هَذِهِ المواقيتِ، وَجَبَ عَلَيْهِ الإحرامُ منه، ولا يَجُوزُ له أن يتعدَّاهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى