وينبغي للمسلم
دائمًا أن يتعاهدَ هَذِهِ الأشياءَ، فلا يتركُ أظفارَهُ تَطُولُ، ولا يترك
شارِبَهُ يَطُولُ، ولا يَتْرُكُ إبْطَيْهِ يُنْتِنَانِ ويَطُول شَعَرُهُما،
ويَصِير فيهما روائحُ، ولا يترك عانَتَه تَطُول - وهي مَا حَوْلَ القُبُلِ أو
الدُّبُرِ من الشَّعَر - فلا يترك هَذِهِ الأشياءَ، بل أَخْذُ هَذِهِ الأشياءِ من
خِصَالِ الفِطْرَةِ، ومِنْ سُنَنِ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، قَالَ: «خَمْسٌ
مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَْظْفَارِ، وَحَلْقُ
الْعَانَةِ، وَأَخْذُ الآْبَاطِ» ([1]) هَذِهِ من خِصَالِ
الْفِطْرَةِ، ومن سُنَنِ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، ولا يَجُوز له أن
يَتْرُكها أكثرَ من أربعين يومًا؛ لِمَا فِي الْحَدِيث الصحيح: «وَقَّتَ لَنَا
فِي الأَْظْفَارِ وَالشَّارِبِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا»
([2]) فلا يتركها أكثرَ
من أربعين يومًا، وإنْ أَخَذَها فِي كلِّ أسبوعٍ، أو فِي كُلِّ عشرة أيام، أو فِي
كُلِّ جُمُعَةٍ، فهو أَحْسَنُ، وأما اللِّحْيَةُ فلا يَتَعَرَّض لَهَا بِحَلْقٍ أو
قَصٍّ أو نَتْفٍ بل يَجِب تركها وإعفاؤها، ويَحْرُمُ حَلْقُها أو قَصُّها؛
للأحاديث الصحيحة فِي إبقائها وإكرامها.
3- التطيُّب:
فإذا تهيَّأ واغتسل، وقلَّم أظفاره، وأَخَذَ مَا يُشْرَعُ أَخْذُهُ من شُعُورِهِ، وتَهَيَّأَ، فإنه يُستحَبُّ له أن يتطيَّبَ فِي بدنه، وليس فِي ثياب الإحرام، فلا يُطَيِّبْ ثيابَ الإحرام؛ لكن يُطيِّب بدنه؛ بأن يَضَعَ الطِّيبَ عَلَى جسمه، وعلى إبْطَيْهِ، وعلى المواضع التي يُستحَبُّ أن تكون رائحتُها طيِّبةً.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5889)، ومسلم رقم (257).