×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

أمَّا الجِمَاع فِي حال الإحرام، فهو محظورٌ كبيرٌ، فإذا جامع، فَسَدَ نُسُكُه، ويترتَّب عَلَيْهِ أمورٌ يأتي بيانُها فِي باب الفِدْيَة.

6- كذلك يَحْرُمُ عَلَى الذَّكَر خاصَّةً تغطيةُ رأسه بشيءٍ مُلاصِقٍ؛ كالطَّاقِيَّةِ، والعِمَامَةِ، والقُلُنْسُوَةِ.

فكُلُّ مَا عَلَى الرأس من الأغطية الملاصقة له يُزِيلُهُ، ويبقى رأسُهُ مكشوفًا مَا دام مُحْرِمًا، بالليل والنهار، وَهُوَ نائمٌ وَهُوَ مستيقظٌ، يكون رَأْسُهُ مكشوفًا، حتى لو مات وَهُوَ مُحْرِمٌ لا يُغَطَّى رأسه، فيُكَفَّن بثياب الإحرام، لكن لا يُغطَّى رأسُهُ؛ لِقَوْلِهِ فِي الَّذِي وَقَصَتْهُ راحلتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ: «كَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ» يعني: ثَوْبَيِ الإحرام: الإزار والرداء «وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ»؛ يعني: لا تُغَطُّوا رَأْسَهُ، فيبقى رَأْسُهُ مكشوفًا حتى وَهُوَ فِي القبر؛ لأنه «يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» ([1]).

ولا مانِعَ أن يستظِلَّ بالظلِّ تحت شجرة، أو تحت خَيْمَةٍ، أو تحت غُرْفَةٍ، أو تحت سَقْفِ سيَّارةٍ؛ لأن هذا غير ملاصق، فالممنوعُ من أغطية الرأس هي الملاصَقةُ، والرسولُ دَخَلَ فِي القُبَّة التي ضُرِبَتْ له فِي نَمِرةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وظُلِّلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَرْمِي الجَمْرَةَ بثوبٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

ولا مانع أن يَحْمِلَ عَلَى رأسه شيئًا، فمَنْ كَانَ عنده مَتَاعٌ، فلا مانع أن يَحْمِلَهُ عَلَى رأسه وَهُوَ مُحْرِمٌ.

****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1267)، ومسلم رقم (1206).