×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 أفضل من القِرَان، وإن كَانَ القِرَان هو الَّذِي فَعَلَهُ النبيُّ، ولكن فَعَله لِعِلَّةٍ، وهي سَوْقُ الْهَدْيِ، وتَمَنَّى أن يكون مُتَمَتِّعًا، فدلَّ عَلَى أن التَّمَتُّع أفضل.

قال الإمام أحمد رحمه الله: «لا أشك أَنَّهُ كَانَ قَارِنًا؛ وذلك لأنه سَاقَ الهَدْيَ من المدينة، وكان معه مئة بَدَنَةٍ أهداها إلى البيت، فَلأَِجْلِ ذَلِكَ أَحْرَمَ قَارِنًا، وكُلُّ مَنْ مَعَهُ هَدْيٌ من أصحابه سَاقَهُ مِنَ الحِلِّ أَحْرَمَ قَارِنًا».

فإذا وَصَلَ القارنُ إلى مكَّةَ، فيُستحَبُّ له أن يَطُوف طَوَاف القدوم، وَهُوَ سُنَّةٌ، إنْ فَعَلَهُ، فهو أفضل، وإن لم يَفْعَلْ واقتصر عَلَى طَوَاف الإفاضة، كَفَاهُ ذلك، ولكن الأفضل أن يَطُوف للقدوم، وإن شاء قَدَّمَ السعي بعد طواف القدوم، وإن شاء أَخَّرَهُ إلى مَا بعد طواف الإفاضة.

النُّسُكُ الثالث: الإفراد:

أعمال المُفرِد مثل أعمال القَارِن سواء، إلاَّ أن المُفرِد ينوي حجًّا فقط، والقَارِن ينوي حجًّا وعُمْرَةً، فالفرق بينهما فِي النية، ثم إنَّ المُفرِد ليس عَلَيْهِ هدي، والقَارِن عَلَيْهِ الهدي، هذا هو الفرق بين القِرَان والإفراد من ناحية النية، ومن ناحية وجوب الهدي عَلَى القَارِن دون المُفرِد، فالمُفرِد أيضًا إِذَا وصل إلى مكة يُستحَبُّ له أن يَطُوف طواف القدوم، وإن شاء قدَّم السعي، وسعاه بعد طواف القدوم، وإن شاء أخَّرَهُ إلى مَا بعد طواف الإفاضة، هذا هو الإفراد.

إذا لم يكن سَاقَ الهَدْيَ من الحِلِّ، فالأفضل أن يحوِّل إفراده إلى تَمَتُّع، فإذا طَافَ وسعى، فالأفضل أن يَحْلِقَ أو يُقَصِّر رأسه، ويُحوِّل إحرامه إلى عُمْرَةٍ، ثم يحج بعد ذلك، هذا هو الأفضل، وإنْ بَقِيَ عَلَى إفراده، فهذا جائز.


الشرح