×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

تعريف الطَّوَاف وأحكامه

من مَنَاسِك الْحَجِّ والعُمْرَة الطَّوَاف بالبيت:

والطَّوَاف: هو الدوران بِنِيَّةِ العبادة عَلَى صفةٍ مخصوصةٍ حول البيت العتيق سبع مرات.

قال تَعَالَى: ﴿وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ [الحج: 29].

وقال تَعَالَى: ﴿أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [البقرة: 125].

وقال تَعَالَى: ﴿طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [الحج: 26].

فالطَّوَاف هو الدوران حول البيت بِنِيَّةِ العبادةِ، أما الدوران بدون نية العبادة؛ فهذا ليس له حُكْمٌ؛ لأن الطَّوَاف بِالْبَيْتِ عِبَادَة لله عز وجل؛ لأن الله أَمَرَ به، فقال:﴿وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ [الحج: 29]، وفَعَلَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لاَ أَدْرِي لَعَلِّي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» ([1]).

وأحكام الطَّوَاف - سواءٌ كَانَ واجبًا أو تَطَوُّعًا - أن يبدأ من الحجر الأسود، فيَسْتَقْبِلَهُ ويَسْتَلِمَهُ بيده؛ يعني: يَمْسَحُهُ بيده، ويُقَبِّله إِذَا تمكَّن من ذلك، فهذا أفضل؛ لِفِعْلِ النبيِّ، وإن لم يتمكَّن من تَقْبِيلِهِ، فإنه يكفي أن يَسْتَلِمَهُ بيده، أو أن يَسْتَلِمَهُ بآلة؛ كعصًا ونحوه، ولا يُقَبِّل مَا استلم به الحَجَر؛ أي: لا يُقَبِّل يده أو يُقَبِّل مَا استلمه به، وإنما


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).