×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 بداية السعي:

فإذا وصلتَ إلى الصَّفَا، فإنك تَصْعَدُ عليه، وتَسْتَقْبِلُ الكعبةَ، وتَرْفَعُ يديك، وتدعو عَلَى الصفا، وتقول: لا إِله إلاَّ الله وحده لا شَريك له، له المُلك، وله الحمد، وَهُوَ عَلَى كل شيء قديرٌ، وتدعو رافعًا يديك، ثم تنزل وتذهب إلى المَروة، فإذا كُنْتَ بين العَلَمَيْنِ الأَخْضَرَينِ فإنك تُسرِع فِي السَّعي شديدًا، فإذا وصلتَ إلى المروة تصعد عليها، وتفعل عليها مثلما فعلتَ عَلَى الصفا.

والصعودُ عَلَى الصفا والمروة سُنَّةٌ، وليس واجبًا، والواجبُ أن تستكمل مَا بين الصفا والمروة فِي السعي والصعود، زيادة خير وسُنَّة، وإلا فالواجب: هو استيعاب مَا بين الصفا والمروة؛ بحيث لا تترك مِنْهُ شيئًا، حتى تُكْمِلَ سبعةَ أشواطٍ، تبدأ من الصفا، وتنتهي بالمروة، فذهابُكَ من الصفا إلى المروة سَعْيَةٌ ورجوعُكَ من المروة إلى الصفا سَعْيَةٌ أخرى، حتى تُكْمِلَ سبعةَ أشواطٍ، وتكونَ النِّيَّةُ - إن كُنْتَ قَارِنًا أو مُفْرِدًا - نِيَّةَ سَعْيِ الْحَجِّ مُقَدَّمًا، وإنْ كُنْتَ مُتَمَتِّعًا، فتَنْوِي هذا السَّعْيَ للعُمْرَة.

ويُستحَبُّ لك أن تدعو فِي أثناء الشوط، ولا تسكت، أو تقرأ القرآن، أو تَذْكُر اللهَ بما تيسَّر من الأذكار؛ من تسبيحٍ وتهليلٍ وتكبيرٍ، وليس للسعي ولا للطَّوَاف دعاءٌ مُعيَّنٌ، وإنما هذا أمرٌ موسع، فتدعو اللهَ بما تيسَّر لك، وبما تحتاج إليه من أمور دينك ودنياك، فتدعو لنفسك ولوالديك ولإخوانك المسلمين، وتدعو اللهَ بنصر الإسلام والمسلمين، وتُكْثِرُ من الدعاء؛ لأنك فِي عبادةٍ، فالدُّعَاءُ فِي أثناء العبادة أفضلُ من الدعاء خارج العبادة، فأَكْثِرْ من الدعاء فِي أشواط السعي بين الصفا والمروة.

****


الشرح