قبل قليل: «كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ،
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1]).
فعَلَيْنَا أن
نَحْذَرَ البِدَعَ، ولا سيما الشِّرْكِيَّات والتعلُّق بالأموات والأَضْرِحة
والقبور والأولياء والصالحين، يا أخي! لماذا لا تتعلَّق بالله؟! لماذا تلتفت إلى
مخلوق؟! بل إلى مخلوق ميت؟!
لماذا تُعْرِض عن
اللهِ الحَيِّ الَّذِي لا يموت، الغنيِّ الحميدِ، وتذهب إلى مَيِّتٍ قد انقطع
عَمَلُهُ، وارتهن فِي قبره، وتتعلَّق به من دون الله؟! فهذا من الانتكاسِ، ولا حول
ولا قوة إلاَّ بالله.
يقول الله جل وعلا: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ
لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فالله جل وعلا لم يَقُل: ادعوا غيرى، أو تَوَسَّلُوا إليَّ
بفلان، أو علان، بل قال:﴿ٱدۡعُونِيٓ﴾ مباشرةً، ادعُ
ربَّك مباشرةً، ارفع يديك إليه، وادعُ مباشرةً فِي عَرَفَة، وَفِي غيرها، والله
سبحانه وتعالى قريبٌ مجيبٌ، يسمع ويرى، ولا يخفى عَلَيْهِ شيءٌ، فلماذا تلتفت إلى
غير الله، وَهُوَ سبحانه يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ
ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186].
التقليدُ الأعمى هو الَّذِي ضرَّ كثيرًا من الناس، التقليدُ بدون دليل يجعلهم كالبهائم التي تتبع الراعيَ ولا تدري أين يذهب بها، ربما يذهب بها إلى المجزرة وهي لا تدري، فالأمر واضح، والطريق إلى الله بيِّنٌ، فلماذا تَعْدِلُ عنه إلى غيره؟! فالله عز وجل يقول: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].
([1])أخرجه: النسائي رقم (1578)، وابن خزيمة رقم (1785)، والطبراني في «الكبير» رقم (8521).
الصفحة 8 / 150