×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 بعبادةٍ ليس لَهَا دليلٌ من كتاب الله، أو من سُنَّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإنها بدعةٌ مردودةٌ؛ لأن الله يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ [المائدة: 3].

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، ويقول صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ؛ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا؛ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي؛ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، وَفِي رواية: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([3]).

فعَلَيْنَا أن نَحْذَرَ من البِدَعِ، والبِدَعُ: كل مَا يُتَقَرَّب به إلى اللهِ وليس له دليلٌ من الْكِتَابِ والسُّنَّةِ؛ فإنه بدعةٌ؛ فقل لِمَنْ عَمِلَ عَمَلاً أو قَالَ قولاً: هَاتِ دليلاً، فإنْ أَتَى بدليلٍ؛ فهذا الَّذِي ذَكَرَهُ سُنَّةٌ، وإن لم يَأْتِ بدليلٍ؛ فقل: هذا بدعةٌ، ولا نَقْبَلُها، والحقُّ واضحٌ ولله الحمد، والدِّينُ كاملٌ، لا حاجة إلى الإضافاتِ، ولا إلى الزياداتِ، والذي يُحِبُّ الخَيْرَ يعمل بالسُّنَّةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [آل عمران: 31].

فالذي يريد النجاةَ، ويريد الخيرَ، ويريد الجَنَّةَ؛ يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يريد الهلاك؛ يعمل بالبدع والمحدثات، فَفِي الْحَدِيث كَمَا سَلَفَ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).

([3])أخرجه: النسائي رقم (1578)، وابن خزيمة رقم (1785)، والطبراني في «الكبير» رقم (8521).