×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

زيارةُ المسجدِ النبويِّ

للصلاةِ فيه سُنَّةٌ ثابتةٌ، والصلاةُ فيه خير من ألف صلاة فيما سِوَاهُ من المساجد، إلاَّ المسجدَ الحرامَ، ويُشرَع السَّفَرُ للصلاة فيه؛ لِقَوْلِ النبيِّ: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([1]).

ولا علاقةَ لزيارةِ المسجدِ النبويِّ بالحجِّ، وليستْ زيارتُهُ من مُكَمِّلاَتِ الحجِّ، وليس لَهَا وَقْتٌ مُحَدَّدٌ، لكن مَنْ زارَهُ قَبْلَ الْحَجِّ أو بَعْدَهُ، أو فِي أيِّ وقتٍ مِنَ السَّنَةِ، حَصَلَ عَلَى الفضيلةِ بإذنِ اللهِ، فإذا وَصَلَ إلى المدينةِ، ذهبَ إلى المسجدِ النبويِّ، وصلَّى فيه مَا تيسَّرَ من الفرائضِ.

وإنْ وَصَلَهُ فِي غيرِ وقتِ فريضةٍ، فإنَّهُ يُصلِّي ركعتَيْنِ تحيةَ المسجدِ، ثم يذهبُ إلى قَبْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويَقِفُ مُقابِلَهُ، ويقول: السلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، ثم يتأخَّر قليلاً جِهَةَ المشرقِ، ويَقِفُ تُجَاهَ أبي بكرٍ، ويقول: السلامُ عليكَ يا أبا بكرٍ الصِّدِّيق ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، ثم يتأخَّر قليلاً نَحْوَ الْمَشْرِقِ، ويَقِفُ تُجَاهَ عُمَرَ، ويقول: السلامُ عليكَ يا عُمَر بن الخطَّاب ورحمةُ الله وبركاتُهُ، ثم يَنْصَرِفُ.

وإذا أرادَ أن يَدْعُوَ، فإنه يَدْعُو فِي المسجدِ مُتَّجِهًا إلى القِبْلَةِ، ولا يتمسَّح بجُدْران الحُجْرة، ولا بشبابيكها؛ فإن هذا بِدْعَةٌ، وَهُوَ من وَسَائِلِ الشِّرْكِ، ولا يَسْتَغِيث بالنبيِّ، أو يطلب مِنْهُ شيئًا، فإن هذا شِرْكٌ أَكْبَرُ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).