باللهِ العظيمِ وبوجهِهِ الكريمِ وسُلْطَانِهِ
القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ» ([1])، «اللهمَّ افتحْ
لي أبوابَ رَحْمَتِكَ» ([2])؛ كَمَا يقولُ
ذَلِكَ عند دُخولِ سائرِ المساجدِ، وليس لِدُخُولِ مَسْجِدِهِ ذِكْرٌ مخصوصٌ، ثم
يُصلِّي ركعتين، فيدعو اللهَ فيهما بما أَحَبَّ من خَيْرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ،
وإنْ صَلاَّهُمَا فِي الرَّوْضَةِ الشريفةِ، فهو أَفْضَلُ؛ لِقَوْلِهِ: «مَا
بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» ([3]).
ثُمَّ بعد الصلاةِ
يَزُورُ قَبْرَ النبيِّ، وقَبْرَيْ صاحِبَيْهِ أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما،
فيَقِفُ تُجَاهَ قَبْرِ النبيِّ بأدبٍ وخفضِ صوتٍ، ثم يُسَلِّم عَلَيْهِ قائلاً: «السَّلامُ
عليكَ يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ»؛ لِمَا فِي «سنن أبي داود»؛ بإسنادٍ
حَسَنٍ عن أبي هريرة قال: قَالَ رسولُ اللهِ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ
إلاَّ رَدَّ اللهُ عليَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عليه السَّلام» ([4]).
وإنْ قَالَ الزائرُ فِي سلامِهِ: «السلامُ عليكَ يا نبيَّ اللهِ، السلامُ عليكَ يا خِيرَةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، السلامُ عليكَ يا سيِّدَ المرسلين وإمامَ المُتَّقِينَ، أَشْهَدُ إِنَّكَ قد بَلَّغْتَ الرسالةَ، وأَدَّيْتَ الأمانةَ، ونَصَحْتَ الأُمَّةَ، وجاهدتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ» فلا بأس بذلك؛ لأن هذا كُلَّهُ من أوصافه، ويصلي عَلَيْهِ، ويدعو له؛ لِمَا قد تقرَّرَ فِي الشريعة من شَرْعِيَّةِ الجَمْعِ بين الصلاةِ والسلامِ عليه؛ عَمَلاً بقوله تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، ثم يُسلِّم عَلَى أبي بكر وعُمَرَ رضي الله عنهما، ويدعو لهما، ويترضَّى عنهما.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (466)، والطبراني في «الدعوات الكبير» رقم (68).