قَرَأَهَا فِي كُتُبِ التفسيرِ والْحَدِيثِ
والتاريخِ تُجَاهَ الغزواتِ ومساكنِ القبائلِ من الأنصارِ؟ أرجو الإفادة».
وبعد دراسة اللجنة
للاستفتاء أجابَتْ بما يلي:
إنَّ الجَوَابَ عن
هذين السؤالين يقتضي البَيَانَ فِي التفصيلِ الآتي:
أولاً:
باسْتِقْرَاءِ المساجدِ الموجودةِ فِي مدينةِ النبيِّ المدينة المنورة - حَرَسَهَا
اللهُ تَعَالَى - تبيَّنَ أنها عَلَى أنواع؛ هي:
النوع الأول: مسجدٌ فِي مدينةِ
النبيِّ ثَبَتَتْ له فَضِيلةٌ بخصوصه، وهما مسجدان لا غير.
أحدهما: مسجدُ النبيِّ،
وَهُوَ دَاخِلٌ مِنْ بَابِ أَوْلَى فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى
ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ
يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108].
وَهُوَ ثاني المساجدِ الثلاثةِ التي تُشَدُّ إليها الرِّحَالُ، كَمَا ثَبَتَتِ
السُّنَّةُ بذلك، وثَبَتَ أيضًا فِي السُّنَّةِ الصحيحةِ الصريحةِ: «أَنّ
صَلاَةً فِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إلاَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ» ([1]).
ثانيهما: مَسْجِدُ قُبَاءٍ،
وقد نَزَلَ فيه قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ﴾ [التوبة: 108].
وفي حديث أُسيد بن حضير الأنصاري رضي الله عنهما، عن النبي قال: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ» ([2]) رواه الترمذي، وابن ماجه، وغيرهما، وعن سهل بن حنيف قال: قَالَ رسول الله: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1190)، ومسلم رقم (1394).