×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 باب قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 23].

****

التوكُّل هو: التفويض، فالتوكل على الله: تفويض الأمور إليه - سبحانه - وهو من أعظم أنواع العبادة.

ومناسبة هذا الباب لكتاب التَّوحيد: أنه لَمَّا كان التوكل على الله عبادةً لله عز وجل وجب إخلاصه لله وترك التوكُّل على مَن سواه؛ لأن العبادةَ حقٌّ لله، فإذا صُرفت لغيره صار ذلك شركًا؛ فالتوكُّل على غير الله شرك كما يأتي بيانه وتفصيله.

وهذا الكتاب المبارك ألَّفه الشيخ رحمه الله لبيان التَّوحيد وبيان الشرك؛ فالتوكلُّ على الله وحده توحيد، والتوكُّل على غيره شرك.

فهذا مناسبة هذا الباب لكتاب التَّوحيد.

قوله رحمه الله: «بابُ قولِ اللهِ» أي: تفسير هذه الآيات؛ فهذا الباب يبيَّن فيه تفسير هذه الآيات الكريمات.

﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 23] هذه الآية في سورة المائدة في قصة موسى عليه السلام مع قومه لَمَّا قال لقومه: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ [المائدة: 21] يعني: أرض فلسطين، وهي الأرض المقدَّسة، ليخلِّصوها من الوثنيين لأنها كانت بيد الوثنيِّين، وموسى عليه السلام أُمر بالجهاد لنشر التَّوحيد ومحاربة الشرك والكفر بالله وتخليص الأماكن المقدَّسة من قبضة الوثنييِّن، وهذا هو الجهاد في سبيل الله.


الشرح