×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

عن ابن عمر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللهِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ» ([1]) رواه ابنُ ماجه، بسند حسن.

****

قوله: «باب ما جاء فيمن لم يَقنع بالحلف بالله» يعني ما جاء فيه من الوعيد، وأنَّه يُنقِّصُ التَّوحيد؛ لأنَّ الذي لا يقنع بالحلف بالله معناه أنه لا يعظِّم الله سبحانه وتعالى حق التَّعظيم؛ لأنَّه لو كان يعظِّم الله حقَّ التعظيم لرضيَ بالحلف به، فكونه لا يرضى ولا يقنع بالحلف بالله دليلٌ على نُقصان تعظيمه لله، وهذا ينقِّص التوحيد، كما أنَّ كمال تعظيم الله كمالٌ في التَّوحيد.

هذا وجه المناسبة لعقد هذا الباب في كتاب التوحيد.

ثم ذكر الحديث عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» سبق في الباب الذي قبله النهي عن الحلف بغير الله، وأنه شرك أو كفر، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([2])؛ لأنَّ الحلف تعظيمٌ للمحلوف به، ومَن عظَّم غيرَ الله بالحلف به فإنَّ هذا شركٌ بالله عز وجل وهو يختلف باختلاف الحالفين:


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2101)، والبيهقي رقم (20512).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (5375).