باب من جحد شيئًا من الأسماء والصّفات
****
قول الشيخ رحمه الله: «بابُ مَنْ
جَحَد شيئًا من الأسماء والصّفات» أي: ما حكمُه؟ وما دليل ذلك؟.
ومناسبة الباب: أنه لَمّا كان
التّوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الرُّبوبية، وتوحيد الأُلوهيّة، وتوحيد الأسماء
والصّفات، وكان غالبُ هذا الكِتاب في النّوع الثّاني وهو توحيد العبادة؛ لأن فيه
الخُصومة بين الرُّسل والأُمم، وهو الذي كثُر ذكره في القرآن الكريم وتقريرُه
والدّعوة إليه، فهو الأساس، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهو الذي خلق الله
الخلْق من أجله، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ
وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].
وأما النّوع الأوّل، وهو توحيد الرّبوبيّة: فهذا أكثرُ الأُمم مقرّة به، خصوصًا الذين كانوا في وقت نُزول القرآن من كُفّار قريش وكُفّار العرب كانوا مقرِّين بتوحيد الرّبوبيّة، فهم يعتقدون أنّ الله هو الخالق الرّازق، المحيي المميت المدبِّر، يعترفون بذلك كما جاءت آياتٌ في القرآن الكريم تبيِّن ذلك: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [الزُّخرُف: 9]، ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ﴾ [الزُّخرُف: 87]، ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦ سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [المؤمنون: 86- 87]، ﴿قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٨ سَيَقُولُونَ
الصفحة 1 / 482