×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

بابُ ما جاء في الرياء

****

قول الشيخ رحمه الله: «باب ما جاء في الرياء» أي: ما جاء فيه من الوعيد، وبيان أنه شرك يُحبط العمل.

ومناسبة هذا الباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ فيه بيان نوعٍ من أنواع الشرك؛ وذلك أن هذا الكتاب صنَّفَه الشيخ رحمه الله في بيان التَّوحيد وبيان ما يضادُّه من الشرك الأكبر أو ينقِّصه من الشرك الأصغر.

ولَمَّا كان الشرك على نوعين: شركٌ ظاهر، وشرك خفي.

فالشرك الظاهر هو: ما يكون في الأعمال الظاهرة كالذي يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله أو يستغيث بغير الله إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر الذي يراه النَّاس.

أما النوع الثاني وهو: الشرك الخفي، فهذا لا يراه النَّاس ولا يعلمونه؛ لأنه في القلوب.

فالشرك الأول يكون في الأعمال الظاهرة، وهذا في النيَّات والمقاصد القلبية التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى فلهذا عقد له الشيخ رحمه الله هذا الباب.

فكلُّ ما سبق من أنواع الشرك فهو من الشرك الظاهر، ولهذا يقول العلاَّمة ابن القيِّم رحمه الله:

وَالشِّرْكَ فَاحْذَرْهُ فَشِرْكٌ ظَاهِرٌ *** ذَا الْقِسْمُ لَيْسَ بِقَابِلِ الْغُفْرَانِ

وَهْوَ اتِّخَاذُ النِّدِّ للرحْمَنِ أَيًّا *** كَانَ مِنْ حَجَرٍ وَمِنْ إِنْسَانِ

يَدْعُوهُ أَوْ يَرْجُوهُ ثُمَّ يَخَافُهُ *** وَيُحِبُّهُ كَمَحَبَّةِ الدَّيَّانِ


الشرح