×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب ما جاء في ذِمة الله وذمة نبيه

وقوله تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا [النحل: 91] الآية.

****

مناسبة هذا الباب لكتاب التَّوحيد: أَنَّ نقض العُهود فيه نقصٌ في التَّوحيد؛ لأنَّه يدلُّ على عدم احترام عهْدِ الله، ومَنْ لم يحترمْ عهدَ الله، فإنَّ هذا يدلُّ على نقص توحيدِه، ومَن وفَى بعهد الله وعظَّم عهد الله فهذا يدلُّ على كمال توحيدِه. هذا وجه المناسبَة.

وقول الشيخ رحمه الله: «باب ما جاء في ذمَّة الله وذمَّة نبيِّه» الذِّمَّة معناها: العهْد.

وما جاء في ذلك يعني: مِن النَّهي عَن نقض العُهود مِن كتاب الله وسنَّة نبيِّه، وما جاء مِن الوعيد في ذلك.

قال: «وقول الله تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ [النحل: 91] هذا أمرٌ مِن الله سبحانه وتعالى بالوفاء بالعهود، والوفاء: ضدُّ الغدر والخيانة.

﴿بِعَهۡدِ ٱللَّهِ [النحل: 91] المراد به: الميثاق الذي يُعقدُ بين النَّاس، وأضافه إلى نفسه إضافة تشريف؛ ممَّا يدلُّ على تعظيم العهد؛ لأنَّ الشيءَ إذا أُضيف إلى الله فهذا دليلٌ على تعظيمِه، مثل: بيتِ الله، وناقة الله، وعبد الله؛ فالإضافة هنا تقتضي تعظيم المضاف، فهي تدلُّ على عظم العهْدِ، ووُجوب احترامِه.


الشرح