×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلاَّ الجنة

****

هذا الباب عقده الشيخ رحمه الله في «كتاب التوحيد» لأنَّ تعظيم صفات الله سبحانه وتعالى من تعظيم الله، وتعظيمُها من التوحيد، لأنه تعظيمٌ لله سبحانه وتعالى وأمَّا عَدَم تعظيمِها فإنه تنقُّصٌ للتوحيد، لأنه تنقُّصٌ لله عز وجل.

«ووجهُ الله» صفةٌ من صفاتِه سبحانه وتعالى الذاتيَّة، تواتَرتْ بإثباتِه الأدلَّة في كتاب الله وفي سنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه علماء السنَّة والجماعة: قال الله تعالى: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 26- 27] فأثبَت له وجهًا ووصَفه بالجلال ووصَفه بالإكرام.

كذلك قال تعالى: ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [القصص: 88]، فقوله: ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ [القصص: 88] مثل قوله تعالى: ﴿وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 27].

والسنَّة: فيها أحاديث كثيرة في إثبات الوجه لله عز وجل مثل الحديث الذي ساقَه المصنِّف: «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلاَّ الْجَنَّةُ»، ومثل حديث: «أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ» ([1]).

ومِثل أحاديث في هذا الباب كثيرة، ذكَرها علماء السنَّة والمصنِّفون في العقائد، الذين يسُوقون الآيات والأحاديث، مثل كتاب «التوحيد» لابن خُزَيْمة وكتاب «السنَّة» للآجُرِّي، وكتاب «السنَّة»


الشرح

([1])أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (181)، والضياء في «المختارة» رقم (162).