باب قول الله تعالى: ﴿وَلَئِنۡ
أَذَقۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ
هَٰذَا لِي﴾ [فُصِّلَت:
50] الآية.
****
هذا الباب بابٌ
عظيم، تقدَّم نظيرُه في باب قول الله تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾ [النحل: 83].
وقوله: ﴿وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ﴾ الضمير في ﴿أَذَقۡنَٰهُ﴾ضمير الغائب راجعٌ إلى الإنسان المذكور في الآية التي قبلها في قوله تعالى: ﴿لَّا يَسَۡٔمُ ٱلۡإِنسَٰنُ مِن دُعَآءِ ٱلۡخَيۡرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَئَُوسٞ قَنُوطٞ﴾ [فُصِّلَت: 49]، والمراد بالإنسان هنا: جنس الإنسان، يعني: لا يملُّ الإنسان مِن طلب الدنيا، ﴿وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ﴾ [فُصِّلَت: 49] يعني: إذا أصابته مصيبة في ماله أو في بدنه، ﴿فَئَُوسٞ قَنُوطٞ﴾ [فُصِّلَت: 49] يستبْعِد الفَرَج من الله عز وجل ويقنط من رحمة الله، ﴿وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ﴾ يعني: هذا الإنسان، أي: أعطيناه، ﴿رَحۡمَةٗ مِّنَّا﴾ عافية وصحَّة في بدنه وغنىً مِن فقره، ﴿مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ﴾ في بدنه من المرض والمصائب، أو في ماله من الفقر والإعواز. ﴿لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي﴾ ينسى الضرَّاء التي مسَّته، وينسى من أين جاءت هذه النعم، ويظنُّ أنَّ ما في يده إنما هو بحوله وقوَّته، فيقول:، فلا يشكُر الله عز وجل ويعترف بنعمته، بل ينسِب هذه النعمة إليه هو وإلى كَدِّه وكسْبه، أو إلى آبائه وأجدادِه.
الصفحة 1 / 482