باب ما جاء في اللَّو
****
قوله: «باب ما
جاء في اللَّو» لو: حرفٌ، يسمِّيه النُّحاة حرف امتِناع لاِمتِناع، تقول -
مثلاً -: لو جاء زيدٌ لأكرمتُك، لو أطعتني لأكرمتُك، فامتَنع الإكرام لاِمتِناع
المجيء أو امتِناع الطاعة.
أما دُخول «ألـ»
عليه فليس هو للتعريف؛ لأنَّ الحرف لا يعرَّف، وإنَّما التعريف من خواصِّ الأسماء،
فـ «ألـ» هنا زائدة، فقولُه: «باب ما جاء في اللَّو» يعني: من النهي
عن ذلك، وذلك: لأنَّ الإيمان بالقدَر هو أحدُ أركان الإيمان الستَّة، قال صلى الله
عليه وسلم: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
([1])، فقوله: «تُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، دليلٌ على أنَّ الإيمان بالقدَر من أركان
الإيمان الستَّة.
قال تعالى: ﴿إِنَّا
كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49]، كلُّ شيءٍ فإنَّ الله خلَقه بقدَر، مقدَّرٌ
خلْقُه ومقدَّرٌ إيجادُه، ومقدَّرٌ كلُّ تفاصيلِه، لا يُوجد في هذا الكون شيء إلا
وهو مقدَّر من خير أو شرٍّ، من ضرر أو نفْع، من صلاح أو فساد، من كُفر أو إيمان،
كلُّه مقدَّر من الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث الصحيح: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى كَتَبَ مَقَادِيرَ الأَْشْيَاءِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» ([2]).
الصفحة 1 / 482