×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب قول الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا [النساء: 60] الآيات.

****

 قولُ المصنف - رحمه الله تعالى -: «باب قول الله تعالى» يعني: ما جاء في تفسير هذه الآيات ممّا ذكره أهلُ العلم في تفسيرها؛ ممّا يدلّ دَلالة واضحة على أن التحاكُم إلى ما أنزل الله من التوحيد والعبادة، وأنّ التحاكُم إلى غيره شركٌ بالله عز وجل وكفرٌ به؛ لأن التشريع بين الناس - الحُكم القدَري، والحُكم الشرعي، والحُكم الجزائي - كله لله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ [الأعراف: 54]، ﴿لَهُ ٱلۡخَلۡقُ [الأعراف: 54]: هو الذي خلق، وله الأمر، فهو الذي يأمر وينهى، ويحلِّل ويحرِّم، ليس لغيره شركٌ في ذلك.

فالتحاكُم إلى ما أنزل الله داخلٌ في التوحيد، والتحاكُم إلى غيره من أنواع الشرك؛ لأن من معنى لا إله إلا اللهُ ومقتضاها ومدلولها: التحاكُم إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومَن تحاكَم إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله فإنه قد أخلّ بكلمة التوحيد، فأخلّ بمقتضى لا إله إلا اللهُ، محمدٌ رسول الله.

فمدلول الشّهادتين: أن نتحاكَم إلى كتاب الله وإلى سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أُمورنا، ليس المُراد: التحاكُم في المنازعات فقط،


الشرح