×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 باب قول الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ [آل عمران: 154] الآية.

****

هذا بابٌ عظيم؛ فقولُه - رحمه الله تعالى -: «باب قول الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ [آل عمران: 154] ».

مناسبة هذا الباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ حسن الظنِّ بالله سبحانه وتعالى من واجبات التَّوحيد، وسوء الظنِّ بالله عز وجل ينافي التَّوحيد، هذا وجه المناسبة لهذا الباب في كتابه التَّوحيد.

قولُه: «باب قول الله تعالى» يعني: ما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة من آل عمران والآية الثانية من سورة الفتح، كلاهُما في موضوع واحد، وهو: سوء الظنِّ بالله سبحانه وتعالى وما توعَّد الله عليه من العذاب والعُقوبة؛ لأنَّه ينافي التَّوحيد.

والقصَّة حصلت في وقعة أُحد لَمَّا حصل على المسلمين ما حصل من إدالة العدوِّ عليهم بسبب المخالفة التي حصلت في الجيش.

لَمَّا حصل ما حصل تكلَّم المنافقون بكلام سيِّئٍ؛ لأنَّ المنافق دائمًا ينتهز الفرص التي يرى أنَّ فيها غضاضةً على المسلمين ويشغلها ويفسِّرها ويكيِّفُها على حسب هواه، دائمًا هذا في المنافقين إلى آخر الزمان، كلَّما حصل على المسلمين شدَّة أو كُربة أو ضائقة فرح المنافقون وجعلوا يفسِّرونها ويحلِّلونها بأن المسلمين ليسوا على شيء


الشرح