وقوله:
﴿ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ
ٱلسَّوۡءِۖ﴾ [الفتح:
6] الآية.
قال
ابن القَيِّم في الآية الأولى: «فُسِّر هذا الظنُّ بأنه سبحانه لا ينصُر رسولَه،
وأن أمره سيضمحل. وفُسِّر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته.
فَفُسِّر
بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يُتِمَّ أمرَ رسوله صلى الله عليه وسلم،
وأن يُظهره على الدين كلِّه.
****
وأن دينهم ليس بشيء، ويظنون بالله غير الحق ظنَّ
الجاهلية، وظنَّ السَّوء؛ ففي سورة آل عمران سمَّاه ظنَّ الجاهليَّة، وفي سورة
الفتح سمَّاه ظنَّ السَّوء.
قال في سورة آل
عمران: ﴿ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ﴾ [آل عمران: 154] لأنَّ الجاهلية عدم العلم،
فالذي ظنَّ هذا الظنَّ الخاطئ سببه عدم العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته
وحمْدِه وحكمته.
وقال في سورة الفتح:
﴿ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ﴾ [الفتح: 6] يعني: إساءة الظنِّ بالله عز وجل وهو يخالف حسن
الظنِّ بالله عز وجل فحسنُ الظنِّ بالله توحيد وسوء الظنِّ بالله كفر.
ثم ذكر الشيخ رحمه
الله كلام ابن القيِّم في تفسير الآيتين، وساقه من «زاد المعاد في هدي خيرِ
العباد» باختصار.
«قال ابن القيِّم:
فُسِّر هذا الظنُّ في الآية الأولى» يعني: آية آل عمران.
«بأنَّه سبحانه لا ينصُر رسولَه» وهذا ظنُّ الجاهليَّة.