باب لا يُقال: السلام على الله
في
الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كُنَّا إذا كُنَّا مع النبي صلى الله عليه
وسلم في الصلاة؛ قُلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُولُوا: السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ
هُوَ السَّلاَمُ» ([1]).
****
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أنه
لمَّا كان السلام من أسماء الله سبحانه وتعالى فإنه لا يُقال: «السلامُ على
الله» لأنه هو السلام سبحانه وتعالى.
وأيضًا: لمَّا كان
معنى السلام الدعاء للمسلَّم عليه بالسلامة من الآفات، والله جل وعلا منزَّه عن أن
ينالَه شيءٌ من النَّقص أو من الآفات أو من المكروهات، فليس بحاجة أن يُدعى له
سبحانه وتعالى بل هو المدعوُّ، ولا يُدعى له سبحانه وتعالى لغِنَاهُ عن كلِّ شيء
وحاجة كلِّ شيء إليه سبحانه وتعالى لأنَّ الدعاء إنما يكون للمخلوق المحتاج، أمَّا
الله جل وعلا فإنه غنيٌّ لا يحتاج إلى شيء، فمن دعا لله فقد تنقَّص الله عز وجل
وهذا يُخِلُّ بالتوحيد.
قال: «في الصحيح»
يعني: في «الصحيحين».
«عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ» في بعض الروايات: «السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
الصفحة 1 / 482