باب
قول الله تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾ [النحل: 83].
****
هذا الباب ذكره
الشيخ رحمه الله بعد باب: مَن جحد شيئًا من الأسماء والصّفات؛ لأنّه مِن جنسه، فيه
تنقُّصٌ للرُّبوبيّة، فالذي يجحد الأسماء والصّفات قد تنقَّص الرُّبوبيّة، وكذلك
الذي يُضيف النِّعم إلى غير الله سبحانه وتعالى قد تنقّص الرُّبوبيّة.
فهذه الآية التي
ذكرها في الترجمة، وهي قولُه سبحانه وتعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [النحل: 83] هي من سورة النّحل،
وسورة النّحل تسمّى سورة النِّعَم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى عدّد فيها كثيرًا من
نعمه على عباده، وقال فيها: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ
ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [النحل: 18]، وأوّلُ النِّعمِ
التي ذكرها الله في هذه السّورة نعمة إرسال الرُّسل، وإنزال الوحي لهداية عباده.
ثم النعمة بخَلق
الإنسان، وما جعل فيه من الأعضاء الكبيرة والصغيرة الدّقيقة، وما جعل فيه من بديع
الصّنعة.
ثم النِّعم في خَلق
بهيمة الأنعام التي فيها الجَمال، وفيها منافعهم من الرُّكوب والحمل والألبان
واللحوم، وغير ذلك.
وكذلك: المراكِب
البحريّة التي تَقطَع بهم عُباب الماء.
وكذلك: ما أنبت في الأرض من صُنوف النباتات التي فيها أرزاق العباد وفيها أدويتُهم وفيها مراعي لأنعامهم.
الصفحة 1 / 482