×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب لا يُردُّ من سأَل بالله

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ، فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا به فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ.» ([1]) رواه أبو داود والنَّسائيُّ بإسناد صحيح.

****

قول الشيخ رحمه الله: «باب لا يُردُّ مَن سأَل بِالله» لأنَّ هذا فيه تعظيمٌ لله سبحانه وتعالى وهو من كمال التوحيد، أمَّا إذا رُدَّ ففيه إساءةٌ في حقِّ الله سبحانه وتعالى.

وفي ردِّه نَقصٌ في التوحيد.

والسؤال بالله جائز، قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ [النساء: 1] ومعنى ﴿تَسَآءَلُونَ بِهِۦ [النساء: 1] يعني: يَسأل بَعضُكم بعضًا بالله، وفي هذا الحديث: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ، فَأَعْطُوهُ» فدلَّ على جواز السُّؤال بالله.

لكن من سُئِل بالله لا يجُوز له أن يرُدَّ السائِل إجلالاً لله سبحانه وتعالى.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ» كأن يقول: أسْأَلُك بالله، وهذا معناه: الإقسام بالله عز وجل كأنه قال: والله لتُعطِيَنِّي هذا الشيء؛ لأنَّ الباء باء القَسَم، فإذا قال: أسأَلُك بالله أي: أُقسِم عليك بالله لَتُعطِيَنِّي كذا وكذا.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1672)، والنسائي رقم (2567)، وأحمد رقم (5365).