باب قول: ما شاء الله وشئت
عَنْ
قُتَيْلَةَ: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ
وَالْكَعْبَةِ.
فَأَمَرَهُمِ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا:
«وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَأَنْ يَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ» ([1]).
رواه النسائي وصححه.
****
قال الشيخ رحمه الله: «باب قول: ما
شاء الله وشئتَ» يعني: ما ورد في ذلك من النَّهي، وأنَّه شركٌ وتنديد؛ لأنَّك
إذا قلت ذلك شرَّكْتَ بين الخالق والمخلوق في المشيئة؛ حيثُ عطفتَ بالواو، والواو
تقتضي التشريك، فهذا شرك في الرُّبوبيَّة، وهو لا يجوز، وإنْ كان القائل لا يعتقد
هذا في قلبه، فهو شركٌ في اللَّفظ منهيٌّ عنه، فكيف إذا اعتقد هذا في قلبه؟ فالأمر
أشدُّ.
قوله: «عَنْ
قُتَيْلَةَ» هي قُتَيْلَةُ بِنتُ صَيْفِي الأنصاريَّةُ، وبعضُهم يقولُ: الجُهَنِيَّةُ.
قوله: «أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ وَالْكَعْبَةِ» هذا اليهودي عرف أنَّ هذا شرك، وأقرَّه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ووجَّه أمَّته أَنْ يستبدلوا هذه الألفاظَ بألفاظٍ صحيحة؛ فقال:
الصفحة 1 / 482