باب لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه
****
الاستشفاع: طلب الشفاعة.
والشفاعة: هي الوساطة في قضاء
الحوائج عند من هي بيده.
وهي بحسب المشفوع فيه؛ فإنْ
كان المشفوع فيه خيرًا فالشفاعة عبادة وفيها أجر، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّن
يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ﴾ [النساء: 85]، وقال صلى الله
عليه وسلم: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا».
أمَّا إنْ كانت
الشفاعة في أمر محرَّم فإنَّها محرَّمة، كما قال تعالى: ﴿وَمَن
يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ﴾ [النساء: 85]، كالذي يشفع في
إسقاط حدٍّ من حدود الله كحدِّ الزنا، وحدِّ السرقة، وحدِّ الشرب، فأراد أحدٌ أن يُبْطِلَه،
وذهب إلى الحاكم من أجل أن يترُك إقامة الحدِّ بعدما تقرَّر وثبت؛ فهذه شفاعة
محرَّمة، قال صلى الله عليه وسلم: «تَعَافَوُا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ
فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ» ([1])، وقال: «إِذَا
بَلَغَتِ الْحُدُودُ السُّلْطَانَ فَلَعَنَ اللَّهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفَّعَ»
([2]).
هذا في الشفاعة عند
المخلوق:
أمَّا الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه: فهذا منكر عظيم؛ لأنَّ المشفوع عنده يكون أعظم مِن الشَّافع، فإذا استشفع بالله إلى أحدٍ
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4376)، والنسائي رقم (4885)، والحاكم رقم (8156).
الصفحة 1 / 482