عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَهِكَتِ الأَْنْفُسُ، وَجَاعَ
الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَْمْوَالُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا
نَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللَّهِ.
****
من خلقه فمعناه: أن الخلق صار أعظم مِن الله، فهذا تنقُّصٌ لجناب الله
سبحانه وتعالى وهذا مخلٌّ بالتَّوحيد.
قوله: «جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ» الأعرابي هو: ساكن البادية، والغالب على سُكَّان البادية الجهل.
«نَهِكَتِ
الأَْنْفُسُ» يعني: ضعُفت.
«وَجَاعَ
الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَْمْوَالُ» وذلك بسبب تأخُّر المطر؛
لأنَّ عيشة البادية على ما ينزِّله الله سبحانه وتعالى من الأمطار، والمطر لا
يستغني عنه أحد لا أصحاب الحاضرة ولا أصحاب البادية، كلُّهم بحاجة إلى المطر، فإذا
تأخَّر المطر تضرَّر النَّاس، وإذا نزل المطر وأنزل الله فيه البركة انتفع النَّاس
وانتعشوا، فالأمطار فيها خيرٌ للعباد.
ولا يحبسها الله جل
وعلا إلاَّ بسبب الذنوب والمعاصي: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ
عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا﴾ [الجن: 16].
«فَاسْتَسْقِ لَنَا
رَبَّكَ» وهذه عادة الصَّحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا تأخَّر المطر أو انحبس
المطر طلبوا من النَّبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقيَ لهم.
والاستسقاء هو: طلب السُّقيا.
والاستسقاء: سنَّة قديمة فقد
استسقى موسى عليه الصلاة والسلام لقومه، واستسقى سليمان لقومه، استسقى نبيُّنا
محمد صلى الله عليه وسلم لأمَّته، فالاستسقاء مشروع.
وذلك بأن يأتوا إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم في حياتِه ويطلبوا منه أن يدعوَ الله لهم بنزول المطر، فالنَّبي صلى الله عليه وسلم يُجيبُهم إلى ذلك، تارةً يدعو وهو جالس بين