×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ» فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ.

****

أصحابه، وتارة يدعو في خطبة الجمعة بنزول المطر، وتارة يخرُج إلى المصلَّى في الصحراء فيصلَّي بالنَّاس صلاة الاستسقاء، ثم يخطُب ويدعو الله سبحانه وتعالى ويسقيهم الله عز وجل.

وبعد وفاة النَّبي صلى الله عليه وسلم كانوا يأتون إلى الخلفاء الراشدين: يأتون إلى عمر فيطلُبون منه أن يدعوَ الله لهم، وعمر يطلب من العبَّاس عمِّ النَّبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوَ الله لقرابَتِه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كذلك المسلمون يطلُبون مِن علمائهم ووُلاة أمورهم ومِن الصالحين منهم أَنْ يدعو ربَّهم عز وجل بالسقيا، وهذه سنَّة ثابتة.

فمجيء هذا الأعرابي إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وطلبه من الرَّسول أن يستسقيَ لهم، أمرٌ معروف مستقرٌّ.

ولكن هذا الأعرابي قال: «فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ، وَ بِكَ عَلَى اللَّهِ» وهذه هي الكلمة المنكَرة، لأنه جعل الله شافعًا عند الرَّسول صلى الله عليه وسلم، والشَّافع أقلُّ درجةً من المشفوع عنده، فهذا تنقُّصٌ لله سبحانه وتعالى.

وقوله: «وَ نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ» هذا أيضًا لا إنكار فيه في حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: طلب الدعاء من الرَّسول لهم بالسقيا، كذلك طلب الدعاء من الصالحين الأحياء، لا بأس بذلك.

ثم إنَّه صلى الله عليه وسلم نزَّه الله عن هذا التنقُّص وهذا الجهل الذي وقع من هذا الأعرابي في حقِّ الله، وقال: «سُبْحَانَ اللَّهِ ! سُبْحَانِ اللَّهِ !» وهذه عادته صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان إذا استنكر شيئًا يسبِّح، أو أعجبه شيء يسبِّح أو يكبِّر.


الشرح