باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
****
قال الشيخ رحمه الله
«بَاب الاِسْتِسْقَاءُ بِالأَْنْوَاءِ» أي: طلب السُّقيَا بالنجوم.
ما حكمُه؟ وما دليلُه؟
وهذا الباب يُعتبر
نوعًا من أنواع الباب الذي قبله، وهو «بَاب مَا جَاءَ فِي التَّنْجِيمِ»،
فالباب الأول عامٌّ في كلِّ ما يُعتقَد في النجوم من الكفر والضلال والباطل من
استسقاءٍ وغيرِه، وهذا الباب خاصٌّ بمسألة واحدة، وهي الاستسقاءُ بالنجوم.
قوله: «بَاب مَا جَاءَ»
أي: من الوعيد في الكتاب والسنّة، وبيان أنّ ذلك كفرٌ بالله تعالى، لأنه اعتقادٌ
في غير الله في أنه يخلق أو يرزق أو يدبِّر شيئًا من هذا الكون، وهذا كفرٌ بالله
سبحانه وتعالى لأن الله - سبحانه - هو الخالق المتصرِّف المدبِّر لهذا الكون ليس
له شريك، وكلُّ هذه المخلوقات كلِّها مُدبَّرةٌ بأمره سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ
حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ
أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ﴾ [الأعراف: 54]، ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ﴾ الذي هو: التدبير
والإيجاد والتصرُّف، ﴿وَٱلۡأَمۡرُۗ﴾ الذي هو الشرع، فكما أنه الخالق فهو الذي يشرع سبحانه
وتعالى ويأمر وينهى، ﴿تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾.
لَمّا قرأ عبد الله
بن عمر هذه الآية قال: «مَنْ كَانَ لَهُ شَيْءٌ فَلِيَطْلُبْهُ».
وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ
لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ
الصفحة 1 / 482