×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقول الله تعالى: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ [الواقعة: 82].

****

 مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ[النحل: 12]، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ [فُصِّلَت: 37]، فلا يجوز أن يُعتَقد في مخلوق من المخلوقات - أيًّا كان شكلُه وقُوَّتُه ونوعُه - أن يُعتقد فيه أنه يدبِّر مع الله سبحانه وتعالى وإنما يدبِّر بأمرِ الله: ﴿فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا [النازعات: 5] يعني: الملائكة يدبِّرون بأمر الله سبحانه وتعالى الله يأمرها وهي تدبِّر ما أمرها به - سبحانه -.

قال: «وقول الله تعالى: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ [الواقعة: 82] » هذه الآية في سياق الآيات التي قبلها، وهي قوله تعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ ٧٨ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ ٨١ وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ [الواقعة: 75- 82].

الشاهد في قوله تعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ إلى قوله تعالى: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ.

قد ذكر العلماء في تفسيرها قولين:

القول الأول: أن المراد بالنجوم الكواكب، والمراد بمواقعها طلوعُها وغروبُها، طلوعُها من المشرق وغروبُها من المغرب، لأن هذا من أعظم آيات الله سبحانه وتعالى.

والمُقسَم عليه هو: أَحقِّيَّةُ القرآن.


الشرح