×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقوله تعالى: ﴿أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ هو القرآن ﴿أَنتُم مُّدۡهِنُونَ يعني: تكذِّبون بهذا القرآن، وتقولون: إنه من قول محمد، أو من قول فلان أو عِلاَّن، بعد هذا البيان، وبعد هذا التوضيح.

﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ ﴿رِزۡقَكُمۡ يعني: المطر، ﴿أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ فتقولون: مُطِرنا بِنَوْءِ كذا وكذا، فتنسبون المطر إلى الأنواء.

والأنواءُ جمع نَوْءٍ، مِن: ناء ينوءُ إذا نهض، والنَّوْءُ عبارة عن أحد منازل القمر الثمانية والعشرين.

وذلك أن العرب تزعم في الجاهلية أن المطر إنما ينزل بسبب طلوع النجم، وبعضهم يقول: المطر يحصل بسبب غروب النجم الذي يغرب في الفجر. والخلاف بينهم يسير.

المهم أنهم يضيفون نزولَ المطر إلى طلوع النجم أو غروبه، يظنون أن غروب النجم أو طلوع النجم في الفجر هو الذي يسبِّب نزول المطر، فيقولون: مُطرنا بنوءِ كذا وكذا، مطرنا بنوءِ الثُّرَيَّا، بنوءِ القلب، بنوءِ العُوّاء، بنوء الغَفْر، بنوء الزُّبانة، إلى آخره، هكذا تقول العرب في جاهليتها.

وقد أكذبهم الله فقال تعالى: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أي: المطر ﴿أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ فتنسبونه إلى الطالع، أو الغارب من النجوم، وهذا كذبٌ، لأن الذي يُنزِل المطرَ هو الله سبحانه وتعالى وليس طلوع النجم أو غروبه، فيَكذِبون على الله سبحانه وتعالى وينكرون نعمة الله ويجحدونها، وكان الواجب عليهم أن يشكروا نعمةَ الله، وأن يُضِيفوا النعمة إلى الله، لكنهم أضافوها إلى


الشرح