غيره، وقالوا: مُطرنا بالنَّوءِ الفلاني، فأنكر
الله عليهم: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾ فسمّاه الله كذبًا،
وهو الكذب في الاعتقاد، قال تعالى ﴿فَمَنۡ
أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ
أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الزُّمَر: 32]، فالذي يكذب على الله
وينسب نِعمَه لغيره، وينسب المطر إلى مخلوق من خلقه؛ فقد كذب على الله أعظم
الكذب، ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾ بدل أن تشكروا اللهَ
تَكذِبون عليه، وتُنْسَب نِعَمُهُ إلى غيره، وهذا جُحودٌ للنعمة، وكُفرانٌ بها.
وقد فصّل العلماء
حكم ذلك فقالوا: إن اعتقد أنّ النجم هو الذي يُوجِد المطر؛ فهذا كفرٌ أكبر، وشركٌ
أكبر مخرجٌ من الملَّة.
أما إذا اعتقد أنّ
المطر ينزل بأمر الله وبتقدير الله - سبحانه - ولكنه نسبه إلى النجم، أو إلى
الطالع أو الغارب من باب المجاز أو السبيبة - كما يقولون -؛ فهذا كفرٌ أصغر، وشركٌ
أصغر، لكنه وسيلةٌ إلى الشرك الأكبر، لأن الله لم يجعل النجوم سببًا في نزول
الأمطار، وإنما الأمطار تنزل بأمره سبحانه وتعالى فالأمطار إنما تنزل بأمره وبسبب
رحمته سبحانه وتعالى كما دلّتْ على ذلك آياتٌ كثيرة من القرآن: ﴿فَأَنزَلۡنَا
مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ﴾ [الحِجر: 22]، ﴿وَنَزَّلۡنَا
مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَكٗا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّٰتٖ وَحَبَّ
ٱلۡحَصِيدِ﴾ [ق: 9]، ﴿وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ﴾ [البقرة: 22].
والحاصل؛ أن المنزِّل للمطر هو الله سبحانه وتعالى والرياح والسحاب إنما هي مخلوقاتٌ لله سبحانه وتعالى.