×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَْحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَْنْسَابِ، وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ; وَالنِّيَاحَةُ» ([1]).

****

قوله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ» أي: أربعُ خِصالٍ.

«فِي أُمَّتِي» يعني: أمّةَ الإجابة، لأن أمّةَ الدعوة تشمل كلَّ الثقلين الجنّ والإنس، لأن الرسول بُعث إليهم.

وأما أمّة الإجابة فهم الذين آمنوا به صلى الله عليه وسلم وصدّقوه واتّبعوه.

«مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ» المراد بالجاهلية: ما قبل الإسلام، سُمِّي جاهليةً من الجهل وهو عدم العلم، لخلو هذا الوقت - وقت الفتْرة - من آثار الرسالات السماوية، لأن بين بِعثة محمد صلى الله عليه وسلم وبين عيسى - آخرِ أنبياءِ بني إسرائيل - أربعمائة سنةٍ وزيادةٌ، كانت قد اندثرت فيها آثارُ الرّسالات، ونظر الله إلى أهل الأرض فمَقَتَهُم عَرَبَهم وعَجَمَهم إلاَّ بقايا من أهل الكتاب انقرضوا قبل البِعثة.

فهذا الوقت الذي قبل الإسلام يُسمّى بالجاهلية؛ لعدم وجود العلم فيه.

أما ما بعد الإسلام فلا يقال له: جاهلية، لأن الجاهلية زالت - والحمد لله - بالإسلام، والعلم موجود، ورّثه الرسول صلى الله عليه وسلم، فبعد بعثة هذا الرسولِ زالت الجاهلية العامّة، أما بقايا من الجاهلية أو خصال من أمور الجاهلية فقد تبْقى في أفراد من الناس أو طوائف من الناس المسلمين، لكن أن يقال: الناس كلهم في جاهلية - كما يطلقه بعض الكتّاب الجهال - فهذا باطل.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (934).