×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

بابُ مَن هَزل بشيء فيه ذكرٌ لله أو القرآن أو الرَّسول وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ [التوبة: 65].

****

هذا الباب بابٌ عظيم، إذا تأمَّله الإنسان وعرَف واقِع النَّاس فإنَّه ينفعه الله به.

فقوله: «بابُ مَن هزَل» الهزْل هو: اللعِب والاستهزاء، ضدَّ الجدِّ.

«بِشَيءٍ فيه ذكرُ الله أو القرآن أو الرَّسول صلى الله عليه وسلم » يعني: مَن استهزأ بشيء من هذه الأشياء فما حكمُه؟ حكمُه: أنَّه يرتدُّ عن دين الإسلام؛ لأن هذا من نواقِض الإسلام بإجماع المسلمين، سواءٌ كان جادًّا أو هازلاً أو مازحًا، حيث لم يستثن الله إلاَّ المكْرَه، قال تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٦ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٠٧ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ١٠٨ لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ[النحل: 106- 109] فالأمر شديد جدًّا.


الشرح