عن
ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة - دخل حديثُ بعضهم في بعض-:
أَنَّهُ
قَالَ رَجُلٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فِي مَجْلِسٍ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا
هَؤُلاَءِ أَرْغَبَ بُطُونًا، وَلاَ أَكْذَبَ أَلْسُنًا، وَلاَ أَجْبَنَ عِنْدَ
اللِّقَاءِ ! «يَعْنِي: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ
الْقُرَّاءَ».
****
وقد بيَّن الشيخ أن هذا الحكم في كتاب الله مع
سبب النزول فقال: «وقول الله تعالى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ﴾ [التوبة: 65] ».
ثم ذكر سبب نُزول
الآية، فقال: «عن ابن عمر» هو: عبد الله ابن عمر.
«ومحمد بن كعب» هو: محمد بن كعب
القُرظيُّ مِن بني قُرَيْظة.
«وزيد بنُ أَسْلم» هو: مولى عمر بن
الخطَّاب.
«وقَتَادة» هو: قتادة بن دَعامة
بن قَتادة السُّدُوسيُّ.
«دخل حديثُ بعضهم في
بعض» يعني: كلُّ هؤلاء رووا هذا الحديث، ولكن لَمَّا كانت ألفاظُهم متقارِبة
والمعنى واحد دخل حديثُ بعضهم في بعض، فسِيق سياقًا واحدًا، من باب الاختصار.
«أَنَّ رَجُلاً»
يعني: من المنافقين.
«كَانَ فِي غَزْوَةِ
تَبُوكٍ» تبوك: اسم موضع، شماليَّ المدينة من أدنى الشَّام.
وغزوة تبوك سبُبها: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بَلغه أنَّ الروم يُعِدُّون العُدَّة لغزو المسلمين، وكان هذا في الصيف وفي شدَّة الحرِّ ووقت مَطِيْب الثمار،