×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 «لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» إلى آخر الحديث في التشهُّد.

فقولُه: «لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ» هذا نهيٌ منه صلى الله عليه وسلم عن هذه الكلمة، والنهيُ يقتضي التحريم.

ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم السبب في هذا النَّهي فقال: «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ» أي: أنَّ «السلام» من أسماء الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ [الحشر: 23].

و «السلامُ» من أسمائه سبحانه وتعالى معناه: السالِم من الآفات والعُيوب والنقائص، فالله جل وعلا سالمٌ من الآفات والعُيوب والنقائص لذاتِه سبحانه وتعالى لا أنَّ أحدًا يسلِّمه، وإنما هو سالم بذاته سبحانه وتعالى.

وأيضًا: «السلام» هو الذي يُطلَبُ منه السلام، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من الصلاة قبل أن ينصَرف إلى أصحابه يستغفرُ الله ثلاثًا وهو متوجِّهٌ إلى القِبلة، ثم يقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ» ([1]) «وَمِنْكَ السَّلاَمُ»: أنت الذي تمنَحُ السلام لعبادِك، وأنت الذي يُطلَب منك السلام، بمعنى: أنَّ العباد يسأَلونك أن تسلِّمهم من الآفات والنقائص والمكاره.

فـ «السلام» من أسماء الله له معنيان كما ذكر أهلُ العلم:

المعنى الأوّل: السالم من النقائص والعُيوب.

والثاني: المسلِّم لغيره.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (591).