«لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ
عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ
لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» إلى آخر
الحديث في التشهُّد.
فقولُه: «لاَ
تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ» هذا نهيٌ منه صلى الله عليه وسلم عن هذه
الكلمة، والنهيُ يقتضي التحريم.
ثم بيَّن صلى الله
عليه وسلم السبب في هذا النَّهي فقال: «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ»
أي: أنَّ «السلام» من أسماء الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿هُوَ
ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ
ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ﴾ [الحشر: 23].
و «السلامُ»
من أسمائه سبحانه وتعالى معناه: السالِم من الآفات والعُيوب والنقائص، فالله جل
وعلا سالمٌ من الآفات والعُيوب والنقائص لذاتِه سبحانه وتعالى لا أنَّ أحدًا
يسلِّمه، وإنما هو سالم بذاته سبحانه وتعالى.
وأيضًا: «السلام»
هو الذي يُطلَبُ منه السلام، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من
الصلاة قبل أن ينصَرف إلى أصحابه يستغفرُ الله ثلاثًا وهو متوجِّهٌ إلى القِبلة،
ثم يقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا
ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ» ([1]) «وَمِنْكَ
السَّلاَمُ»: أنت الذي تمنَحُ السلام لعبادِك، وأنت الذي يُطلَب منك السلام، بمعنى:
أنَّ العباد يسأَلونك أن تسلِّمهم من الآفات والنقائص والمكاره.
فـ «السلام» من
أسماء الله له معنيان كما ذكر أهلُ العلم:
المعنى الأوّل: السالم من النقائص
والعُيوب.
والثاني: المسلِّم لغيره.
([1])أخرجه: مسلم رقم (591).