أي: السالم في نفسه،
المسلِّم لغيره، سبحانه وتعالى.
فحينما يقول
المسلِّم على الناس: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» فمعناه: أنّه يقول:
أدعُوا لكم بالسَّلامة من الله سبحانه وتعالى أو «السلام عليكم» أي: اسمُ
الله عليكم، بمعنى: أن الله يحفظُكم ممَّا تكرهون.
فهذا الحديث فيه
مسائل:
المسألة الأولى: أنه لا يُقال: «السلام
على الله» من عبادِه؛ لأنَّ هذا معناه: الدعاء، والله جل وعلا لا يُدعى له.
المسألة الثانية: في الحديث بيان
الحكمة في النَّهي عن أنْ يُقال: «السلام على الله» لأنَّ الله جل وعلا هو
السلام، يعني: وإذا كان هو السلام فليس بحاجة إلى أن يسلَّم عليه.
المسألة الثالثة: أنَّ مَن نهى عن
شيء فإنه يبيِّن السبب في هذا النَّهي؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا نهى
بقوله: «لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ» بيَّن المعنى الذي من
أجلِه نهى عنه فقال: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ»، ففيه: بيان الحُكم
بعِلَّته؛ لأنَّ هذا أثبت في ذِهْنِ السامع وأدْعى للامتثال.
المسألة الرابعة: في الحديث دليلٌ على أنَّ مَن نهى عن شيء وكان لهذا الشيء بديلٌ صالح فإنه يأتي بالبديل؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا نهى عن هذه الصِّيغة أتى بالصِّيغة اللائقة فقال: «قُولُوا: التَّحِيَّاتُ» إلى آخره، ففيه: أنَّ مَن نهى عن شيء وله بديلٌ صالح فإنه يأتي بالبديل، ولا يترُك الشخص لا يدري ماذا يفعل.