وقال تعالى: ﴿مَآ
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ﴾ [الحديد: 22] يعني: في اللَّوح
المحفوظ، ﴿مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾ [الحديد: 22] أي: أنها مكتوبة في
اللَّوح المحفوظ قبل أن يخلُقها الله عز وجل وقبل أن تحدُث في وقتها، ﴿إِنَّ
ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾ [الحديد: 22]، وقال تعالى: ﴿مَآ
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾ [التغابن: 11] إذْن الله
الكوْنيُّ القدَريُّ، يعني: بقدَره ومشيئته سبحانه وتعالى فكلُّ شيء مقدَّر من
الله سبحانه وتعالى.
فالإيمان بالقدَر هو
أحدُ أركان الإيمان الستَّة، وهو داخلٌ في التوحيد، وعدم الإيمان بالقدَر يتنافى
مع التوحيد ويتنافى مع الإيمان، فمن كفَر بالقدَر فإنه كافرٌ بالله عز وجل ولا
تَوحيد له ولا دِين له، لأنه جحَد القدَر، وهذا سيأتي له بابٌ خاصٌّ سيعقِده
المصنِّف فيما بعد.
هذا وجه إيراد
المصنِّف لهذا الباب في «كتاب التوحيد»، أنَّ جُحود القدَر يُنافي التوحيد، لأنه
كُفر بالله سبحانه وتعالى.
وكلمة «لو»
إذا جاء بها الإنسان في سِياق الجزَع والسخَط على ما يحصُل له، فإنَّ هذا كُفر
بالقدَر، وجزَعٌ من القدَر؛ لأنَّ الواجب على المسلم: أن يرضَى بقضاء الله وقدَره،
ولا يجزَع ولا يسخَط، وأن يعلَم أنه لا بُدَّ أن يحصُل له ذلك شاء أمْ أبَى جزِع
أم لم يجزَع، لا بدَّ أن يحصُل ما قدَّره الله سبحانه وتعالى.
***